التائه المُتشرد
صباح/مساء الخير (يفضل قلب الشاشة إلى العرض للحصول على رؤية متناسقة) ها نحن من جديد لم نستسلم ولم نتخلى لازلنا نتسلل لاهثين عن لذة الحياة الحقيقية فليساعدنا الإله في هذا التسلل، وليكُن نوره ضياء درب التائه المُتشرد. في الأشهر الأربعة الماضية فقدت فيها صوتي الداخلي فقدته حتى تراءى لي أن إلهي هجرني وقطعني ففي سبتمبر كنت كل ما أتطلع إليه هو جواباً لتساؤلي: "متى انتهي و أنام؟" إلى أن بلغت منتصف نوفمبر فكانت كل غايتي هي الوصول: " أوصلني قبل أن أعبر الخط الرفيع، الخط الذي يفصل بين الحياة والموت أوصلني.. حبّني و لا تتولّى عني" لينتهي نوفمبر ويغادر مخلفاً وراءه فوضى وضياع لتصبح تلك الصفحة آخر ما كتبته إلى هذه اللحظة: "فلم يتبقى بحوزتي سوى دموعي و تناهيدي، طامعةً بسلام العالمين على روحي" فقداني لصوتي جعلني استثقل كل شيءٍ جميل كنت أبصره، و كل شيء جديد كنت على وشك إبصاره والاستمتاع به لكنني تجاهلته، فتجاهلت السماء.. تجاهلتها حتى حينما كان الفجر لا يزال متمسكاً بأطرافها ينتظر وصالي لكنني في كل مرة كنت اشيح بوجهي عنه...